منتدى بست نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بست نت

منتدى شامل وكامل مناسب لجميع الاعمار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الوشار
~*¤(*§عضو متفاعل §*)*~ˆ°
~*¤(*§عضو متفاعل §*)*~ˆ°
محمد الوشار


السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : طالب
هوايتي : غير معروف
الجـنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 133
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 393
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
العمر : 29

السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة Empty
مُساهمةموضوع: السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة   السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة I_icon_minitime2011-05-14, 16:18

السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة

عبد الغني محياوي
هبة بريس : 08 - 05 - 2010


السيرة النبوية الشريفة -30-الحلقة الاخيرة
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام إلا في السنة
العاشرة فإنه إعتكف عشرين يوما وكذلك كان جبريل يأتيه في كل رمضان
فيُدَرِسُهُ القرءان مرة إلا في السنة العاشرة فإنه درسه القرءان مرتين
فلِمَا حصل هذا ولمّا حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة العاشرة
كان من وصاياه للناس أيها الناس خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي
هذا وكأنه يشير إليهم بإشارات وأنزل الرب ءاية إكمال الدين وفي أوسط أيام
التشريق أنزل الرب عز وجل قوله{إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجاً}إذا تَمَّ
النصر والفتح وتَمَّ الله النعمة{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَاباً}أي أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم شعر أن هذا نَعْيٌ من الله له كأن الله عز وجل ينعاه بهذه الاية أو
بهذه السورة
لما رجع النبي من الحج ودخلت السنة الحادية عشر بدأت علامة
كثيرة تظهر ذهب النبي إلى شهداء اُحُدْ فصلى عليهم ودعا لهم بالخير ثم
بعدها بأيام ذهب إلى مقبرة البقيع ليلا مع أبي مُوَيْهِبَة"فدعا لهم
واستغفر لهم ثم قال لأبي "مُوَيْهِبَة"يا أبا مُوَيْهِبَةْ اُعْطِيتُ مفاتح
خزائن الدنيا والخُلد فيها وَخُيِّرتُ بينها وبين لقاء ربي فقال أبو
مويهبة بأبي أنت وأمي يارسول الله إختر الخلد في الدنيا إختر الخلد في
الدنيا فقال الرسول لأبي مُوَيْهِبَة لا يا أبا مُوَيْهِبَة إخترت لقاء ربي
إخترت لقاء ربي ثم رجع النبي وبدأت العلامات وبدأت الاشارات على قرب
النهاية خرج النبي في شهر صفر وأواخر شهر صفر إلى جنازة في البقيع وهو في
الجنازة أحس بِتَعَبْ واشتدَّ عليه الصُداع وارتفعت الحرارة فلما رجع إلى
البيت وجد عائشة تقول وَرَأسَاهُ يا رسول الله وَرَأسَاهُ يا رسول الله
كانت عائشة قد أصُيبت أيضا بِصُدَاعْ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بل أنا وَرَأسَاه ُيا عائشة وابتدأ المرض يَشْتَدُّ شيئا فشيئا برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
إسْتَحْكَمَ المرض برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إشتد المرض به وكان ينتقل مع شدة مرضه كل ليلة عند زوجة من
زوجاته هكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا هي الدنيا هكذا
هي للمؤمن سرآء وضرآء لكن كُلَّها له خير وكان يسأل كل زوجة من زوجاته كل
ليلة أين أين أنا غدا ففهمنا أنه يَوَدُّ أن يَبِيتَ عند إحدى زوجاته ولم
يطلب هذا منهن حتى إستمعن إليه وطلبن منه فأخبرهن أنه يَوَدُّ هذه الايام
وهذه الليالي عند عائشة الصديقة رضي الله عنها عند أحب الناس إليه عند
رفيقة دربه فَأذِنَّ له جميعا فنادى آل بيته "الفضل إبن عباس"وعلي إبن أبي
طالب"يَحْمِلاَنِهِ صلى الله عليه وآله وسلم وقدماه تخطان في الارض خطاً
ورأسه معصوب
أحب الخلق إلى الله وأشرف الخلق عند الله هكذا يُحمل من شدة
المرض إلى بيت عائشة رضي الله عنها وَجِيئَ به إلى بيت عائشة ذلك الموطن
الاخير ثم إستلقى صلى الله عليه وآله وسلم في بيت حبيبته عائشة فكانت تجلس
عنده لا تفارقه أبدا تقوم على حاجته صلى الله عليه وآله وسلم وكانت تقرأ
القرءان عنده تدعو الله جل وعلا وَتَنْفُثُ على يديه وتمسح بهما جسده
الطاهر بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم
تزايد واشتد المرض على رسول
الله صلى عليه وسلم وَخَيَّمَ على الصحابة حُزْنٌ وَهَمٌّ وَغَمُّ أراد أن
يوصي أصحابه فأمر أهل بيته أن يَهْرِقوا عليه قِرَباً من الماء فالحرارة قد
إشتدت والمرض قد إزداد وهكذا الانبياء أشَدُّ الناس بلاء صبُّوا عليه
قِرْبَة ثم الاخرى ثم الثالثة سبع قِرَبٍ حتى قال حَسْبُكُمْ حَسْبُكُمْ ثم
حُمِلَ عليه الصلاة والسلام وَجِيئَ به إلى المسجد وَاجْلِسَ على المنبر
على مَنْكِبَيْهِ مِلْحَفَةٌ وقد عَصَبَ رأسه بِعِصَابَةٍ والأَلَمُ
يَشْتَدُّ به لكن لا بد من وصية أخيرة لأصحابه لمَّا تجمع الناس عنده في
المسجد وقد عَلاَهُمُ الهَمُّ وَالْحُزْنُ أوصاهُم وَذَكَّرَهُمْ بالله
وكان مِمَا قال قتل الله اليهود والنصرى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ألا لا
تجعلوا قبري وَثَناً يُعْبَدْ أي أنه يُحَذِّرُ من عبادة القبور ثم قال لا
تجعلوا قبري عيدا يُصيهم بالتوحيد وَنَهَاهُمْ عن الشرك صلى الله عليه
وآله وسلم وهو بِأشَدِّ المرض والأَلَمِ ثم قال أيها الناس من كنت جَلَدْتُ
له ظهرا فهذا ظهري فلْيَسْتَقِد منه يتحلل من الناس ومن كنت شَتَمْتُ له
عِرْضاً فهذا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ منه ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالي
فليأخذ حقه
يقول هذا لمن لأصحابه ثم أوصى الناس بالانصار قال الله الله
بالانصار فإن الناس يكثرون وهم يَقِلُّونَ إقبَلوا من مُحْسِنهِم وتجاوزوا
عن مُسِيئِهِمْ وهو مريض مُتَثاقِلٌ يوصي أصحابه ثم نَبَّهَهُم كأنه
يُجَهِّزُهُم قال إنَّ عبداً خَيَّرَهُ الله عز وجل بين زهرة الدنيا
يُأتِيهِ مِنها ما شاء وبين ما عنده فاختار العبد ما قال أنا قال فاختار
العبد ما عند الله فبكى رجل من القوم نظر الناس من الذي يبكي إنه أبو بكر
فَهِمَ أبو بكر وَأدْرَكَ أن رسول الله يَقْصِدُ بالعبد نفسه فإذا بأبي بكر
يقول فديناك بأبآئنا وأمهاتنا يا رسول الله والصحابة لا يدرون لِمَا يقول
هذا الكلام فقال النبي لو كنت مُتَّخِذاً خَلِيلاً لَاتَّخَذْتُ أبا بكر
خَلِيلاً لكن صاحبكم خليل الرحمن
قال إنَّ مِنْ أمَنِّ الناس عَلَيَ في
صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أبو بكر فأمر النبي بجميع الابواب ان تُسَدَّ إلى
المسجد إلا باب أبي بكر ثم اُنْزِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى
بيته وسمع أن الناس يتكلمون في إمارة أسامة إبن زيد إلى الشام كأنهم
تثاقلوا كيف يكون أسامة صغير السن أميرا علينا في الجهاد فجمع الناس وقال
لعلكم تكلمتم في إمارة أسامة كما تكلمتم في إمارة أبيه من قبله فا والله
إنه لخليق بها فا والله إنه يستحقها كما كان أبوه يستحقها واُرْجِعَ النبي
مُتَثاقِلاً يُحْمَلُ مرة أخرى إلى بيته أيُّ حُزْنٍ عَمَّ الصحابة في ذلك
اليوم كان يوم الاربعاء في شهر ربيع الاول من السنة الحادية عشر للهجرة خرج
النبي فيها يوصي أصحابه تلك الوصايا ولعلها كانت آخِرَ مرة يجلس النبي على
مِنْبَرِهِ ولعلَّها كانت آخر وصيةٍ عامَّةٍ لأصحابه والناس لا يدرون
والناس لا يشعرون هَمٌّ وَغَمٌّ دخل القلوب وملأ البيوت
دخل يوم الخميس
الثامن من ربيع الاول والمرض يَشْتَدُّ برسول الله كل يوم كُلَّمَا ما
مَرَّ يوم إشتد مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيزداد حزن الصحابة
وَهَمُّهُم والنبي مع شِدَّةِ مرضه إلا أنه كان يَتَحَامَلْ ويتثاقل فيقوم
إلى الصلاة ويصلي بالناس صلى بهم يوم الخميس الفجر والظهر والعصر والمغرب
ثم رجع إلى فراشه واطجع عليه الصلاة والسلام جاءه بلال يُؤذِنُه بصلاة
العشاء يوم الخميس فأفاق فقال صلى الناس قال بلال لا يا رسول الله ينتظرونك
قال إهْرِقُواْ عَلَيَ ماء والحرارة مرتفعة والمرض شديد صَبَّواْ عليه ماء
فقام يتحامَلُ إلى الصلاة سقط عليه الصلاة والسلام اُغْمِي عليه فانتظروه
بأبيه وأمي فلما أفاق سأل أصلى الناس قالوا لا يا رسول الله ينتظرونك والله
لو الدنيا زالت ينتظرون رسولهم ينتظرون حبيبهم ولو ظلوا أبد الدهر على هذا
قال أصلى الناس قال ينتظرونك قال صبوا علي ماء صبوا عليه ماء فتحامل يريد
الصلاة فسقط مرة ثانية ثم مرة ثالثة حتى علم بأبيه وأمي أنه ليس بِقادِرٍ
على أن يصلي بهم فقال
أمُرُواْ أبا بكر فليصلي بالناس كم هي ثقيلة هذه
الكلمة ثقيلة على النبي الذي يَأُمُّهُم طِوال تلك السنين ثقيلة على
الصحابة ثقيلة حتى على أبي بكر قالت عائشة إبنة أبي بكر يا رسول الله إن
أبا بكر رجل أسِيسْ يعني ما يتحمل القرءان يبكي قال أمروا أبا بكر فليصلي
بالناس أصَرَّ النبي على أن لا يصلي بالناس إلا أبو بكر ذهب بلال إلى أبي
بكر الصديق يطلب منه هذا الطلب إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس ما
أصعبها من كلمة يا الله كيف تَحَمَّلَهَا أبو بكر الصحابة يَرَوْنَ أبا بكر
مع أنه أفضلهم لكن الموقف صعب أن يَخْلُفَ أحَدٌ رسول الله أين الذي كان
يَقْدُمُنَا في المعارك أين الذي كُنَّا نَجْتَمِعُ حوله ونسأله فيُجِيبُنا
أين الذي كان يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر أين أشْجَعُنَا في
المعارك وأقوانا أين الذي يُوَاسِينَا أين الذي كنا نجلس عنده بعد الصلاة
فنضحك ويبتسم ونقص عليه القصص
أين حبيبنا وإمامنا وقُدْوَتُنَا أبو بكر
يصلي بالناس رجع الصحابة إلى بيوتهم تَفَطَّرَتْ قُلُوبُهُم هَمّاً
وَغَمّاً على رسولهم حتى جيش أسامة توقف لَمّاَ عَلِمَ بالأمر مَا أكْمَلَ
مَسِيرَهُ حُزْناً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخميس الناس في
بيوتهم الجمعة لم يستطيع النبي الخروج السبت قيل السبت أو الاحد صلاة الظهر
وجد النبي في نفسه خِفّة فقام وَتَحَامَلَ على رجلين والصحابة يُصَلُّون
الظهر أبو بكر إمامهم فدخل المسجد فَاطَّرَبَتِ الصُّفُوفَ فرحا بمقدم رسول
الله وكأن النور ملأ المسجد حتى أبو بكر كاد أن يقطع صلاته فرحا بخروج
رسول الله
شُفِيَ النبي عُفِيَ النبي هذا ظنُّهُمْ فأشار النبي إلى الكل
أنِ إجلسوا في مكانِكم ثم جلس عند أبي بكر يَأتّمُّ أبو بكر برسول الله
وَيَأتَمُّ الصحابة بأبي بكر تَمَّتِ الصلاة وما أحلاها من صلاة رجع الناس
إلى بيوتهم فرحين مستبشرين أن الرسول قد تعافى أنه صلى بنا أن المرض قد
إنتهى أن البلاء زال يَوَدُّ أحدهم لو يموت ولا يُصاب النبي بأذى لكنه في
صلاة العصر لم يستطيع الخروج فرجع الحزن مرة أخرى في هذه الايام أوصى النبي
بوصايا ألا يجتمع في جزيرة العرب" ذِنَانْ" وأوصى الناس بالصلاة قال
الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم إنها الايام الاخيرة ورسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم المرض فيه يَشْتَدُّ وَيَزِيد الهَمُّ يزداد في المدينة
الحزن خَيَّمَ عليهم كل منهم يتمنى لو يُعْطِي من صحته لرسول الله من حياته
لرسول الله لكنه أمر الله لكنه قدر الله جل وعلا في يوم الاحد الحادي عشر
من ربيع الاول تَصَدَّقَ النبي بِمَا يملك من مال ووهب أسلحته للمسلمين
واعتق غِلمانه وكأنه يعلم ما الخبر
أما ذِرْعُهُ فقد كانت مرهونة عند
يهودي فلم يدع له شيئا من الدنيا كأنه أعطى كل ما يملك لأنه علم أن النهاية
قد إقتربت إنتهى يوم الاحد ولا زال المسلمون على رجاء أن يقوم النبي صلى
الله عليه وآله وسلم إنتهى يوم الاحد ودخل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع
الاول في السنة الحادية للهجرة
المسلمون يُصلّون الفجر إمامهم أبو بكر
الصديق رضي الله عنه ونَبِيُّهُم حَبِيبُهُم إمَاُمُهُم قِدْوَتُهُم على
فراشه مُطَّجِع لا يستطيع الخروج إليهم فجأة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وهو ينتظر الناس ويرقب الناس يصلون صلاة الفجر قام من فراشه وكشف السِتار
والناس يصلون صلاة الفجر فتح الستار فأقبل بوجهه على أصحابه على أحبابه نظر
إليهم فابتسم يالله ما أحلاها من إبتسامة ما أجملها وكأن إبتسماته هذه
أنارت المسجد كله فَافْتُتِنَ الناس وَاطَّرَبَتِ الصُفوف وأبو بكر بدأ
يتراجع ظناًّ مِنَ الجميع أن النبي قد شُفِي وعُفِي فَرِحَ الناس وكادت
صلاتهم أن تَفسُد لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشار إليهم أن
أتِمُّوا صلاتكم ثم رجع إلى فراشه في هذا اليوم يوم الاثنين الثاني عشر هذا
التاريخ لا يُنسى من ربيع الاول ما الذي حدث للمسلمين أي مصيبة ألَمَّتْ
بِهم
طلعت الشمس في ذلك اليوم إشتد الضُحى نادى النبي بعد أن إشتد به
المرض ءال بيته فجاءت إليه فاطمة إبنته قال لما رأها ورأته بكت فاطمة وقالت
وَاكَرْبَ أبَتَاه بكت فاطمة فقال لها النبي يا فاطمة لا كَرْبَ على أبيك
بعد اليوم فأجلسها عنده وأسَّرَهَا بكلمات بكت منها فاطمة ثم أسَرَّهَا
بكلمات ضحكت منها فاطمة أما الاولى فأخبرها أنه سَيُقبَضُ في هذا الوجع
فبكت رضي الله عنها سيدة نساء العالمين ثم أخبرها أنَّهَا أشَدُّ النَّاسِ
لُحُوقاً به ففرحت رضي الله عنها ثم نادى الحسن والحسين فَقَرَّبَهُمَا كم
كان يُحِبُّهُمَا كم كان يَوَدُّهُمَا
فقربهما وَضَمَّهُمَا
وَقَبَّلَهُمَا بأبيه وأمي وأوصى الناس بِهِما بالحسن والحسين نادى أهل
بيته أوصاهم زوجاته وَعَظَهُنَّ ذَكَرَهُنَّ إرتَفعَ الضُّحى إشْتَدَّ
الضحى في ذلك اليوم وأشتد ألَمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يضعون
على وجهه" " قُمَاشٌ" فإذا إشْتَدَّ كَرْبُه رَفَعَها مرة أخرى تقول عائشة
وضعته بين سَحْرِي وَنَحْرِي رأسه وضعته بين سَحْرِهَا وَنَحْرِهَا قريبا
منه وكان يُحِبُّ عائشة حُبّاً كبيرا فدخل عليهما أخوها عبد الرحمن وكان
بيده سِواك فنظر النبي إلى السِواك ققالت عائشة كَأنَّكَ تُريدُهُ يا رسول
الله فأشار برأسه أن نعم فأخذت السِوِاك من أخيها عبد الرحمن فرَطَّبَتُهُ
بِرِيقِهَا وَكَانَ آخر مَا مَسَّ رِيقُهُ رِيقَ عائشة رضي الله عنها
فَسَوَّكَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين في ذلك اليوم
في
وقت الضحى سَوَّكَتْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقول وكانت عنده
رَكْوَةٌ من ماء كان يأخذ الماء ويمسح وجهه وهو يقول""لا إله إلا الله إنَّ
لِلْمَوْتِ سَكَرَات ثم تقول عائشة فنظرت إليه ينظر إلى السقف الى الأعلى
وهو يقول يرفع أصبعه إلى السماء يقول بَلِ الرَّفِيقُ الأعلى تقول عائشة
فقبض الله عز وجل روحه {يَآأيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إرْجِعِي
إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةٍ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي
جَنَّتِي}فلما تَيَقَّنَتْ عائشة أن رسول الله قد مات وضعته على الفراش
وَشَجَّتْ وجهه وغطَّتْهُ بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم
وهكذا
خرجت الروح الطاهر من الجسد الطاهر إنتهى كل شيء نعم إنتهى كل شيء أدى
الرسالة وبلغ الرسالة وأدى الامانة ونصح هذه الامة نعم إنتهى كل شيء إنَّكَ
مَيِّتٌ وَإنَّهُم مَيِّتُونَ بدأ الخبر ينتشر في المدينة صُعِقَ الناس
ذُهِل الناس لم يُصَدِّقُوا الخبر أما عُمر فأخذ سيفه وَتَوَشَّحَهُ
وهَدَّدَ الناس من زَعَمَ أنَّ محمدا أن رسول الله مات ضربته بالسيف ما مات
بل ذهب يُكَلِّمُ رَبَّهُ وسيعود فَيَضْرِبُ أعْنَاقَ قَوْمٍ نَافَقُوا
الناس بين مُصَدِّقٍ وبين مُكَذِّبٍ الناس قد ذُهِلُوا مصيبة ما مَرّت
عليهم في حياتهم أسرع أبو بكر من بيته لما سمع بالخبر إلى بيت إبنته فلما
دخل وجد إبنته عائشة تبكي فإذا به يرفع الغطاء عن وجه رسول الله ثم
يُقَبِّلُهُ بين عينيه ويبكي أبو بكر ويقول طِبْتَ حَيّاً وَمَيِّتاً يا
رسول الله والله لا تذوق الموت مرة أخرى ثم خرج إلى الناس
فوجد عُمر
يُهَدِّدُهُم فإذا به يقول يا عمر إجلس ما جلس عمر يا عمرإجلس عمر ماجلس ثم
ذهب أبو بكر إلى المسجد فتوجه الناس جميعا خلف أبي بكر يستمعون ماذا يقول
يَتَمَنَّوْنَ أن لو كَذَّبَ الخبر فإذا به بعد أن حَمِدَ الله وَأثَنَى
عليه قال أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله
فإن الله حي لا يموت فإذا به يقرأ قول الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ
رَسُولٌ قَدْ َخَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِنْ مَّاتَ أوْ قُتِلَ
إنْقَلَبْتُم عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَّنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ
فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ }يقول حبْرُ
القرءان إبن عباس كأننا نسمع هذه الاية أول مرة أما عُمر يقول لما
سَمِعْتُها خَرَرْتُ على الارض أبكي وبكى الناس جميعا ما مَرَّتْ على هذه
الامة مُصيبة مثل مصيبة موت رسول الله أحَبُّ الناس
فإذا بالناس
يتناقلون الاية في الطرقات يقرأونها { وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ
َخَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإِنْ مَّاتَ أوْ قُتِلَ إنْقَلَبْتُم
عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَّنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ
اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}يقرأون الاية في طرقاتهم كل
بيوت المسلمين سارت ثكْلَى الكل دمعت عيناه الكل تَفَطَّر قلبه أظلمت
المدينة كلها أي حزن خَيَّمَ على المسلمين أي مُصِيبة ألَمَّتْ بِهم بكت
فاطمة إبنته سيدة النساء لما سمعت الخبر قالت يَا أبَتَاهُ يَا أبَتَاهُ
أجَابَ رَبّاً دَعَاهُ يَا أبَتَاهُ إلى جبريلا يَنْعَاه يَا أبَتَاهُ في
جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ مَأوَاهْ أعظم مصيبة هكذا إنتهى كل شيء
خَيَّمَ
الحزن على المدينة زادت الهموم والغموم بعد أن تأكد الناس موت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يتذكرون معه عُمُراً أنْقَذَهُم مِنَ الضَّلاَلِ
إلى الهدى الان خرج من هذه الدنيا فَضَّلَ أن يكون مع رَبِّهِ جل وعلا مع
الرفيق الاعلى إختلفوا في مَنْ يَخْلُفُه ثم إسْتَقَرَّ الأمرعلى أبي بكر
الصديق ماذا يفعلون مع رسول الله هل يُغَسَّلْ هَلْ يُدْفَنْ هَلْ يُصَلَّى
عَلَيْهِ حَتّى تَجَمَّعَ كِبار القوم واستقر الأمر في اليوم الثاني على
أن يبدأو بِتَغْسِيلِهِ كأن المُصِيبة أذْهَلَتْ أصحاب رسول الله عِظَمَ
الأمر جعلهم لا يصنعون شيئا إلا في اليوم الثاني يوم الثلاثاء فإذا به يدخل
إليه أقرب الناس إليه عَمُّهُ العباس علي إبن أبي طالب أبناء العباس الفضل
وقسم أسامة إبن زيد مولى من مواليه
دخلوا عليه يقلبونه يغسلونه يا الله
كيف طاوعتهم أنفسهم أن ينظروا إلى رسول الله على هذه الحال غسلوه ثلاثا ثم
كفنوه في {ثَلاَثِ ثِيَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَةٍ سَحُولِيَةٍ} ثم تركوه صلى
الله عليه وآله وسلم يدخل أقرب الناس إليه يصلون عليه أرْتَالاً عشرة عشرة
يصلون عليه من صبيحة يوم الثلاثاء إلى آخر الليل ليلة الاربعاء والناس تصلي
عليه بُكاءُ وَهَمٌّ وَحُزنٌ وَغَمٌّ ثم إختلفوا في موضع دفنه فقال أبو
بكر سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما من نَبِيٍّ مات إلا دفن في
المَوْضِعِ الذي مات فيه فأزالوا فراشه ثم حفروا له قبرا وَلحْداً ثُمَّ
غُيِّبَ ذلك الجسد الطاهر بكت فاطمة وهي تقول كيف طابت أنفسكم وأنتم
تَحْتُونَ التراب على رسول الله كيف طاوعتكم أنفسكم والله أنْكَرْنَا
قلوبنا والله أنْكَرْنَا قلوبنا تقول عائشة رضي الله عنها
لمّا سمعنا
صوت المَسَاحِي أيْ يحفرون الارض عَلِمْنَا أن رسول الله يُدْفَن وبكى
الناس بكى المِنْبَرُ على رسول الله بكى المسجد على رسول الله بكت الارض
على رسول الله بكت السماء على رسول الله بكى كل شيء على فَقْدِ رسول الله
نعم مات رسول الله لكن بَقِيَ هَدْيُهُ بَقِيَت سُنَّتُه بَقِيَ نوره في
الارض صلى الله عليه وآله وسلم بقي ذِكْرُهُ يُرفع إلى أن يشاء الله إلا أن
يرث الله الارض ومن عليها مات النبي عن ثلاث وستين سنة وزاد أربعة أيام
غاب النبي عن هذه الدنيا وأظلم في المدينة كل شيء نعم خرج من الدنيا لكن
بَقِيَ أثَرُهُ في الارض وسيبقى في قلوب مُحِبِّيهِ حتى يَلْقَوْهُ عند
الله جل وعلا يوم القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيرة النبوية الشريفة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم-30-ح الاخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مناهج كتابة السيرة النبوية من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم و حتى اليوم
» مناهج كتابة السيرة النبوية من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم و حتى اليوم
» مناهج كتابة السيرة النبوية من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم و حتى اليوم
» محمد , لرسول , الله , السيرة , النبوية , الكتابة , بمنتدى , بمنتديالسيرة , صلى , عليه , والاشتراك , وتوجيهات , وسلم , ضوابط ضوابط وتوجيهات الكتابة والاشتراك بمنتدي السيرة النبوية ( محمد صلى الله عليه وسلم
» وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بست نت :: اسلاميات :: قسم السيرة-
انتقل الى: