محمد الوشار ~*¤(*§عضو متفاعل §*)*~ˆ°
الدولـة : مهنتي : هوايتي : الجـنس : الْمَشِارَكِات : 133 الْنِّقَاط : 393 تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 30
| موضوع: المبحث الأول : مصادر السيرة النبوية والتصنيف فيها . 2011-08-25, 04:11 | |
| المبحث الأول : مصادر السيرة النبوية والتصنيف فيها .
توطئة : تعد السيرة النبوية مصاحبة في حفظها وتوثيقها لتنزل الوحي بنوعيه قرآنا وسنة , وكشأن العلوم الإسلامية الأخرى فإن التصنيف والكتابة المتخصصة بها جاءت في مرحلة لاحقة تمثلت في جهود علماء المسلمين الأوائل من محدثين ومؤرخين , ثم تلتها جهود في التبويب والتحقيق جعلت الناظر إلى هذا النتاج العلمي يجزم بلا تردد أن أعظم سيرة إنسان اعتني بها توثيقا وحفظا وكتابة هي سيرة محمد عليه الصلاة والسلام . وفي المطالب التالية سنتحدث عن مصادر السيرة النبوية الأساسية وهما القرآن الكريم والسنة النبوية , ثم نتحدث عن المصنفات والكتابات في السيرة باعتبارها تابعة للمصدرين الأساسيين القرآن والسنة . وعندما نؤكد على كون القرآن والسنة هما المصدران الأساسيان للسيرة فإننا نشير إلى حقيقة في غاية الأهمية هي : أن السيرة النبوية نالت من الحفظ والموثوقية ما نالته بقية مسائل الإسلام التي حواها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فلا يكون لشبهة تساهل كتاب السيرة في أساليب الرواية مكان عند من يريد التحقيق وصحة النظر , بل إن كل من كتب في السيرة أيا كان في القديم والحديث مرد الاحتكام إلى الصحة والخطأ في كلامه إلى مطابقته لما في الكتاب والسنة , وهاهي المصنفات التي انتشرت في هذا العصر باحثة عن صحيح السيرة تأخذ هذا الاتجاه في أغلب مناهجها , سواء ما كان منها إنشاء , أو تحقيقا لعمل سابق .
المطلب الأول : المصادر الأساسية
أولا : القرآن الكريم :
عندما كان الوحي يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من ضمن ما حواه : مسائل وقضايا وأحداثا كثيرة ؛ تتصل بالسيرة النبوية , بل إن هذا الوحي المنزل تعرض لقضايا سابقة للبعثة النبوية . فقد أشارالقرآن الكريم إلى حال العرب في الجاهلية . وبين طفولته عليه الصلاة والسلام , وبعثته , ودعوته لقومه , وجهاده وصبره عليهم في مكة بأساليب شتى من الحوار والنصيحة والترغيب والترهيب . وتناول هجرته , وحياته في المدينة وأحوال مجتمعها الذي شمل المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب ومن حولهم من المشركين , بأسلوب عميق يبين دخائل النفوس وخفاياها .
وتحدث القرآن الكريم عن غزواته وأيامه مع أعداء الدعوة ومناوئيها , وبين الظروف التي أحاطت بهذه الوقائع وأسباب النصر والهزيمة فيها لتكون تربية للجيل الأول ودرسا لمن يأتي من بعدهم . كما حوى الكتاب الكريم كثيرا من التفصيلات التي تبين عن أخلاقه عليه الصلاة والسلام وصفاته وتعاملاته مع الفئات المتعددة من المؤمنين والمنافقين والكفار , وغير ذلك مما يدخل في مفهوم السيرة النبوية وهو كثير في الكتاب الكريم . وحتى يستفيد الباحث من نظره في مسائل السيرة النبوية الواردة في القرآن الكريم فإنه مطالب بالرجوع إلى كتب التفسير المعتبرة وبخاصة التفسير بالمأثور مثل تفسير ابن جرير الطبري وابن كثير والبغوي , وفهم النصوص في سياقها ومعرفة الناسخ من المنسوخ , وغير ذلك مما يلزم الناظر في كتاب الله عز وجل . وقد أفرد الأستاذ محمد عزة دروزة كتابا عن السيرة النبوية في القرآن الكريم سماه : ( سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , صورة مقتبسة من القرآن الكريم ) وجعله موضوعات مستقلة تخالف أسلوب الكتب المؤلفة في السيرة , ويشير بذلك إلى أن كتب السيرة النبوية القديمة كانت تستشهد بالآيات على
.................................................. .... انظر في ذلك :
مصادر السيرة النبوية وتقويمها للدكتور فاروق حمادة ص 23 – 35 . والسيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم العمري 1 / 47 – 49 . وأضواء على دراسة السيرة لصالح أحمد الشامي ص 41 – 43 . والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية للدكتور مهدي رزق الله أحمد ص 15 – 17 . والسيرة النبوية دراسة تحليلية للدكتور محمد عبد القادر أبو فارس51 – 52 . ؟؟؟ وفقه السيرة النبوية لمنير محمد الغضبان 11 . .................................................. ................ صدق ما تورده من أحداث وروايات , والمفروض أن تستهدي بالآيات وتتمسك بدلالاتها وإرشاداتها .
وليس ذلك – في نظري – مأخذ يقلل من شأن تلك الكتب وبخاصة الموثوق منها ؛ لأن المنهج البحثي يأذن به ؛ ما دامت مقدمات الباحث صحيحة , وعلى ذلك عامة كتب العقيدة والفقه واللغة وغيرها .
ثانيا : السنة النبوية :
السنة النبوية هي الوعاء الكبير الذي حوى ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات , ومن ذلك ما يتصل بمسائل وحوادث سيرته عليه الصلاة والسلام . والسنة النبوية قد حظيت بجهود وافرة من علماء الإسلام في كل العصور لحفظها وتوثيقها , والاعتماد على الإسناد في الرواية , وإعمال الجرح والتعديل لتقييم تلك الروايات المسندة , وتمييز صحيحها من سقيمها . فأصبح الثابت منها له المكان التالي بعد كتاب الله تعالى ؛ من حيث الحجية والثبوت. ويأتي في مقدمة تلك الجهود ما صنفه الإمامان الجليلان البخاري ومسلم , وما ورد من الروايات الصحيحة في بقية الكتب الستة وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وبقية كتب السنة المطهرة . ويعد ما ورد في صحيح الإمام البخاري من أحداث السيرة النبوية , أغنى وأوفر وأضبط ما ورد في كتب السنة عن تلك السيرة العطرة ، فقد افتتح كتابه بعد حديث النية بحديث بدء الوحي , كما تحدث عن قصة بئر زمزم , وأنساب العرب وبعض تاريخهم . وبوب رحمه الله في صفة النبي صلى الله عليه وسلم , وعلامات النبوة , وأيام الجاهلية , وبنيان الكعبة , وزواج النبي صلى الله عليه وسلم , وهجرته صلى الله عليه وسلم وذكر غزواته وبعوثه وكتبه , كما تحدث عن مرضه ووفاته صلوات الله وسلامه عليه . وذلك كله جعل بعض الأساتذة يؤكد على أن صحيح البخاري قد اشتمل على ما يلزم المسلم في دينه ودنياه من أحداث السيرة النبوية ؛ فقد نثر ذلك في جميع كتابه محققا بذلك انطباق الاسم على المسمى , إذ سمى كتابه ( الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسننه , وأيامه ).
.................................................. ............................. انظر : مصادر السيرة النبوية وتقويمها , ص 31 – 32 . انظر : المرجع السابق ص 36 – 38
.................................................. ..............................
((وللحديث بقية-إن شاء الله-))
| |
|