بسم الله الرحمن الرحيم
في موضوع " زيارة إلى كتاب " كانت هذه القراءة
الممتعة الراقية في كتاب...:
" الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية "للباحث التونسي :
عبد الله صولة وقد قام بالقراءة والعرض أستاذنا الدكتور
"علي المتقي"فأردت أن أعرضها للجميع للفهم وللتعمق في جماليات
هذا العرض وهذه القراءة الرائعة ..:
كتاب : الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية
للباحث التونسي : عبد الله صولة الذي طبع طبعته الأولى
عام 2001 ضمن منشورات كلية الآداب والفنون
و الإنسانيات بمنوبة بالجمهورية التونسية . وقد عرف
الباحث عبد الله صولة بكتاباته المتميزة ، كما أن الجامعات
بصفة عامة ، والجامعة التونسية خاصة، لا تنشر إلا الكتب
المتميزة التي توافق عليها لجنة الفحص والقراءة .
وأهم ما يميز هذا الكتاب أنه يبحث في حجاجية النص القرآني
لا في بعده الاستدلالي المنطقي ولا في إعجازه العلمي ،
و إنما انطلاقا من خصائصه الأسلوبية موظفا المفاهيم
البلاغية العربية ، في نسق منهجي حديث ، مراعيا خصوصية
النص القرآني ، ومطلعا على ما وصل إليه البحث البلاغي
العربي في دراسة هذا النص، ومجيبا على أهم أسئلة عصرنا.
ينطلق الكاتب من فكرة بدهية وهي أن القرآن خطاب.
وكونه خطاب يقتضي أن تكون إحدى وظائفه الإقناع والتأثير .
فالخطاب في أبسط تعريفاته :
كل قول يفترض متكلما ومتلقيا
مع توافر مقصد التأثير في المتلقي. و المخاطبون بالنص القرآني نوعان : المتلقون الأولون
أو ما يصطلح عليه حجاجيا : بالجمهور الخاص أو الضيق .
و المتلقون على مر الأزمان و الأمكنة ( الجمهور الكوني)
من هنا فهو خطاب موجه إلى متلق فعلي ومتلق مفترض .
يرى الكاتب في مقدمته أن القرآن الكريم يقدم نفسه على أنه تغيير
لوضع ، وحل لمعضلة ونبذ للعنف الذي هو ضد الحجاج
و استجابة لسؤال الأمة . وكل هذه الوجوه ذات علاقة بالحجاج ،
فهو كتاب إصلاح يرمي إلى تغيير وضع ذهني قائم يترتب عليه
ضرورة تغيير وضع مادي . وهذا المرمى إحدى وظائف الحجاج ،
أي تغيير وضع قائم .
أما فيما يخص الخصائص الأسلوبية ، فيرى الكاتب أن للقرآن
خصائصه الأسلوبية على مستوى المعجم ، فداخل معجمه هناك
كلمات تتكرر و إن بنسب متفاوتة ، و مهما اختلفت معانيها ،
فإنها ترد إلى خصائص حجاجية ، وله خصائصه التركيبية ،
التي تتميز بطاقة حجاجية ، وله صور فنية تتكرر وترد في مجملها
إلى الوظيفة الحجاجية .
ويسعى الكاتب من خلال هذا الكتاب إلى تحقيق غايات ثلاث :
الغاية الأولى : إثبات أن الكلام القرآني كلام حجاجي
في مجمله دون نفي وظائف أخرى .
الغاية الثانية : البلاغة بلاغتان : بلاغة حجاج وإقناع ،
وبلاغة إمتاع وأسلوب : فهناك دراسات اهتمت بحجاجية
النص القرآني وإقناعيته بغض النظر عن الأسلوب ،
وهناك دراسات أسلوبية اهتمت بجمالية الخطاب القرآني .
وغاية هذه الدراسة الجمع بين البلاغتين : أي البحث في الحجاج
من خلال الأسلوب .
الغاية الثالثة : الكشف عن جانب من جوانب قدرة القرآن
على التأثير في متلقيه .