محمد الوشار ~*¤(*§عضو متفاعل §*)*~ˆ°
الدولـة : مهنتي : هوايتي : الجـنس : الْمَشِارَكِات : 133 الْنِّقَاط : 393 تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 30
| موضوع: السيره النبويه 2011-08-25, 04:09 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمة الحمد لله رب العالمين ، أحمده سبحانه ، وأثني عليه الخير كله ، وأصلي وسلم على المبعوث رحمة للعالمين ؛ نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فإن من أحق ما يعتني به الدارسون لعلوم الشريعة عامة , والمهتمون بالدراسات الدعوية خاصة ؛ النظر في سيرة رسول رب العالمين , ورحمته إلى الناس أجمعين ؛ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ نظر تفقه واستنباط واعتبار. فهو سيد الدعاة وإمامهم ؛ قال تعالى : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا , وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) (الأحزاب : 45 , 46 ) وهو – عليه الصلاة والسلام - القدوة والأسوة ؛ قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) (الأحزاب : 21 ) ومن لوازم ذلك ؛ لزوم سبيله صلى الله عليه وسلم في الدعوة ؛ قال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ... ) ( يوسف : 108 ) ولم تضل دعوة من الدعوات المنتسبة إلى الإسلام عن مسار النبوة إلا لضعف العلم أو العمل بسيرة قدوتها وأسوتها عليه الصلاة والسلام . ولقد عني المسلون قديما وحديثا بسيرته عليه الصلاة والسلام فبلغ التصنيف فيها مبلغا عظيما . أورد الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه ( معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ( 2491 ) مصنفا مما صنف باللغة العربية , ويقول :" وما كدت أبدأ عملي حتى أدركت سعته وامتداده وتشعبه وصعوبته , فالتصانيف التي خصت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو تتعلق به آلاف مؤلفة " أما ما كتب عنه صلى الله عليه وسلم في المصنفات بغير العربية , فإننا نشير إلى ذلك بمثال مما صنف باللغة الأوردية ؛ التي لم تكن لغة تأليف إلا منذ قرنين على الأكثر ، يقول السيد سليمان الندوي عن ذلك : " وفي تقديري أن ما صنف بها وحدها في السيرة النبوية يبلغ ألفا إن لم يزد عليه " .
.................................................. ............................... - ص 9 . - الرسالة المحمدية ص 96 , 97 . .................................................. ...............................
ويأتي هذا البحث الذي عنوانه : ( اتجاهات الكتابة والتصنيف في السيرة النبوية ودراساتها الدعوية ) محاولة متواضعة للمشاركة في هذا النظر للسيرة النبوية العطرة وقد جاء في تمهيد ومبحثين شملا سبعة مطالب على النحو الآتي : تمهيد : أهمية السيرة النبوية والدراسة الدعوية لها المبحث الأول : مصادر السيرة النبوية والتصنيف فيها . المطلب الأول : المصادر الأساسية للسيرة النبوية أولا : القرآن الكريم ثانيا : السنة النبوية المطلب الثاني : التصنيف والكتابة في السيرة النبوية أولا : التصنيف بالاعتبار التاريخي . ثانيا : التصنيف باعتبار الموضوع . ثالثا : التصنيف باعتبار الارتباط بعلوم أخرى . رابعا : التصنيف بالاعتبار المنهجي . المطلب الثالث : كتابة السيرة النبوية في العصر الحديث . أولا : تحقيق روايات السيرة ثانيا : انتشار المنهج التحليلي المطلب الرابع : المنهج التحليلي للسيرة النبوية أولا : المنهج التحليلي الشامل ثانيا : المنهج التحليلي الجزئي المبحث الثاني : الدراسات الدعوية للسيرة النبوية في إطار المنهج التحليلي المطلب الأول : في إطارالتحليل الشامل المطلب الثاني : في إطار التحليل الجزئي ولابد من التأكيد على أن هذا البحث لا يهدف إلى تقويم المصنفات أو الدراسات المتصلة بالسيرة النبوية أو بفقهها الدعوي وإنما هو محاولة للوصول إلى تصور لأشكال واتجاهات الكتابة فيها بما يخدم بعد ذلك في استيعاب هذه الأشكال في المجال البحثي العلمي , أو الاستفادة منها في قضايا وموضوعات الدعوة في الميدان العملي . كما أن هذا البحث يعتمد الاستشهاد بعينات مما صنف في مجاله بما يقرب في توضيح الفكرة وبيان المقصود فحسب . ولقد حرصت على الاختصار والإحالة للتوسع فيما أظنه جديرا بذلك , وبما يحقق الاتساق مع طبيعة أمثال هذه البحوث . أسال الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به في بناء مسيرة الدعوة المتبصرة المهتدية بهدي سيد الدعاة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحمد لله رب العالمين .
الباحث تمهيد : أهمية السيرة النبوية والدراسة الدعوية لها. من الأمور البدهية عند المسلمين أن محمدا عليه الصلاة والسلام هو القدوة والأسوة لكل مسلم , ولذلك فسيرته محل عنايتهم واهتمامهم منذ صدر الإسلام , وهي جديرة بمزيد العناية وحسن العلم , بها والفهم لدقيقها وجليلها , ثم تطبيقها بقدر الطاقة والوسع . فمتابعته صلى الله عليه وسلم علامة محبة الله , وطريق مرضاته تعالى . قال سبحانه : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) ( آل عمران : 31 ) وإن من أحق الناس بحسن المتابعة وصدق التأسي به عليه الصلاة والسلام أولئك القائمون برسالته من الدعاة إلى دين الله , فهم ليسوا مجرد اتباع فحسب – وإن كان الأتباع مطالبون بالاقتداء والتأسي كذلك - لكنهم ورثته عليه الصلاة والسلام فيما ابتعثه الله تعالى لأجله ؛ وهو الدعوة إلى دين الله ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ..) ( يوسف : 108 ) وهم أتباعه وورثته في إخراج الناس من الظلمات إلى النور ( هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) ( الحديد : 9 ) وهم المحققون لخيرية هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمون بالله ...) ( آل عمران : 110 ) ولذلك كان من الأهمية بمكان معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم من منظور دعوي يتعمق فيها بالنظر والدراسة والاستنباط لجوانب دعوية متعددة ؛ تمثل في مجموعها استجلاء منهاج النبوة في سيرته عليه الصلاة والسلام , فهو المثل الذي يحتذى ويقتدى . والداعية يحتاج إلى معرفة ما في سيرة القدوة والأسوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من أحوال ومواقف ؛ لتكون دعوته على بصيرة ؛ كما هي دعوة القدوة والأسوة سيد الدعاة , وإمام المرسلين , صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وتتمثل أهمية الدراسة الدعوية للسيرة النبوية في أنها تنتج العلم بأمور تهم الدعوة والقائمين بها , ومن أبرز تلك الأمور ما يأتي :
أولا : معرفة ما ينبغي أن تكون عليه شخصية الداعي ؛ بما يحمله معنى الشخصية من مواصفات واعتبارات متعددة , والتي منها : المواصفات السلوكية والخلقية أو العلمية والعملية أو الذاتية والخارجية أو غير ذلك ؛ من مواصفات هذه الشخصية ، وطرق إعدادها وكيفيات إكمال ما ينقصها , وعوامل ثباتها , ومعرفة حدودها , وإمكاناتها ومسؤولياتها . ولما كانت شخصية محمد عليه الصلاة والسلام هي الشخصية البشرية الأكمل في مجال القيام بالدعوة فإن دراسة سيرته دراسة دعوية من هذه المنطلق جديرة بإبراز النموذج الدعوي الأكمل .
ثانيا : معرفة المضمون الذي يدعو إليه الداعية نوعا وكما وقدرا , وما يستلزم ذلك من مراعاة ظروف تقديم ذلك المضمون بحسب الحال والمناسبة ولا شك أن معرفة هديه صلى الله عليه وسلم قبل الإقدام على تقديم مضامين الدعوة وخصوصا في الأحوال المتغيرة والبيئات الجديدة ؛ سبب بإذن الله تعالى للتوفيق والتسديد , والخروج من مزالق الاجتهاد غير المهتدي بسيرته عليه الصلاة والسلام .
ثالثا : معرفة الكيفيات التي يدعو بها الداعية ، والوسائل والأساليب المناسبة ، وضوابط تلك الوسائل التي لها حكم الغايات , ومدى المسؤولية تجاه ما يستجد من وسائل الاتصال والتأثير , وأهمية الإعداد لمعرفة الوسيلة كما يستعد لمعرفة المضمون ؛ كل ذلك وغيره يجد له الداعية في سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام جوابا يجعله يقدم على بصيرة , أو يحجم عن بينه .
رابعا : معرفة أصناف المدعوين وخصائص دعوة كل منهم فدعوة النصارى فيها ما يختلف عن دعوة المشركين , ودعوة المسلم العاصي فيها ما يميزها عن دعوة الكافر , ودعوة المجادل المعاند غير دعوة الباحث عن الحق الراغب في الوقوف على الدليل , وهذا كله يعلم من سيرته عليه الصلاة والسلام بل إنك لتجد شواهد الكتاب والسنة في ذلك مسائل رئيسة في ما سجلته كتب السيرة ومصنفاتها .
خامسا : في دراسة السيرة دراسة دعوية معرفة لتطور الدعوة إلى الإسلام منذ بدايتها إلى أن عمت وانتشرت وكيف أن هذه الدعوة كانت تنتشر ضمن إمكانات البشر وحدود قدراتهم , وأن توفيق الله تعالى يحوط الصادقين المؤمنين كما أن بلاءه قد يصيبهم في مواضع ومواقف متعددة اختبارا وامتحانا , وما يتبع ذلك من معرفة عوامل النجاح والفشل بالمقياس الرباني فلا اغترار بقوة ولا تقصير في بذل سبب وعدة .
.................................................. ......................... انظر : مصادر السيرة النبوية وتقويمها , ص 17 . .................................................. .........................
((وللحديث بقية-إن شاء الله-))
| |
|